الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة نوفل المانع وشربل روحانا يختتمان "ليالي العزف المنفرد" بسوسة

نشر في  21 أفريل 2014  (14:18)

أسدل الستار ليلة السبت الماضي بالمسرح البلدي بسوسة على فعاليات الدورة 12 للتظاهرة الدولية "ليالي العزف المنفرد" بعرض تضمّن جزأين، الأول أمّنه التونسي نوفل المانع على آلة الناي مصحوبا بثلاثة عازفين 'بيناو وإيقاع وقيتار باص) أما الجزء الثاني فقد كان مع عازف العود اللبناني شربل روحانا.

العازف التونسي قدم عدد كبيرا من المقطوعات الموسيقية من ألحانه الخاصة، وتمهّر على آلة الناي بشكل كبير، وأبدى  مهارة عالية في العزف والتعامل مع آلته بشكل جعل الجمهور الحاضر يتفاعل معه ويتجاوب مع أنغامه التي تصاعدت من تلك القصبة العجيبة التي داعبتها أنامل الفنان لتورق منها ألحانا سحرية موغلة في الجمال.

الجزء الثاني من الحفل كان بإمضاء الفنان اللبناني شربل روحانا الذي تجوّل في عوالم الموسيقى شرقا وغربا واستقرّ في ركح المسرح البلدي بسوسة ليقدم دررا من النغمات في حلّة بديعة بمرافقة عدد من العازفين بعضهم من أبناء سوسة الذين ما فتئوا يثبتون أنّهم الأفضل دائما.

وكانت مدينة سوسة عاشت على وقع موسيقات العالم لأكثر من أسبوع، تابع خلال جمهور الفنّ الجميل عروضا من مختلف أنحاء العالم لعازفين كبار لهم تاريخهم ومسيرتهم الطويلة جاؤوا من فرنسا وأمريكا والبرتغال وكوبا والبرازيل ومصر ولبنان وإيران وأذريبجان فضلا عن عازفين من تونس لهم من الإمكانيات والطموح ما يوفّر أرضية خصبة لصنع عازفين كبار وعالميين، وفي سهرة الافتتاح كان عازف الكمنجة بشير السالمي نجم الجزء الأول حيث عزف وأبدع، وأمتع الأعداد الغفيرة التي ملأت أرجاء المسرح، ليواصل عازف القانون المصري ماجد سرور مشوار السهرة ويقدم فقرة موسيقية غاية في الروعة والجمال مرفوقا بعدد من خيرة العازفين في مدينة سوسة وعلى رأسهم عازف الإيقاع الفنان محمد حاتم هميلة.

كل عروض المهرجان شهدت حضورا جماهيريا كبيرا ومتابعة هامة، أمّ من الناحية التنظيمية فكانت الأمور تسير بشكل جيّد، وهو ما لمسه جمهور المهرجان، اهتمام بكل التفاصيل وعدم ترك الفرصة لأي شيء يمكن أن يعكّر صفوَ التظاهرة الفريدة من نوعها على المستوى العربي والتي تتفرّد بها جوهرة الساحل التونسي.

يذكر أنّ البهو الخارجي للمسرح كان مزيّنا بعدد كبير من الصور التي تأرشف للدورة الماضية بإمضاء الفنان زكريّاء الشايبي الذي تخيّر أن يقوم بجمع أجمل اللحظات من دورة 2013 ليؤثث بها معرضا فنيّا، لوحات ضغت عليها الأضواء والألوان في لمسات فنيّة لهذا المصوّر الفوتوغرافي الذي لا يتعامل مع الكاميرا كآلة بل كفرشاة يوزّع بها الألوان في كل الجهات ليخلص في النهاية إلى مساحات ضوئية تتدفّق فيها الحيوية وتعجّ بالحياة والحركة.